
رائحة سيئة تفوح في الأفق. حراك الموظفين والأساتذة لم يعد يُرضي أحداً. إنه يُعاكس المنطق الذي يسير فيه البلد. منطق مشروع اللقاء الأرثوذكسي وأحمد الأسير. منطق المذاهب والمناطق. خرجت هيئة التنسيق النقابيّة من كلّ هذا البيئة العفنة، لتقود تظاهرة في قلب العاصمة. تظاهرة تكاتف فيها أبناء عرسال والهرمل، أبناء عكار والجنوب وأبناء الجبل. ه
أعادت هذه التظاهرة وهذا الإضراب تلوين المشهد اللبناني بعد كان مائلاً صوب الأسود البشع. واجه نجيب ميقاتي هذا الحراك كونه ممثل المصارف والتجار. لم يرضَ بأي تنازل لأبناء الطبقة الوسطى الذين يسعون للحفاظ على ما تبقى من هذه الطبقة. هذا هو دور نجيب ميقاتي. غسان غصن، حاول إصداء النصح للمضربين، تماماً كما رُسم له الدور، منذ أن وضع كشبحٍ في قيادة الاتحاد العمّالي العام. ه
حزب الله ليس موافقاً قلباً وقالباً. أمينه العام يؤيّد المطالب، لكن جسمه ليس متفاعل إيجاباً. يكفي متابعة قناة المنار قبل التظاهرة الكبيرة الأربعاء الماضي. المشهد ليس بعيداً عن مشهد تصويت وزيري الحزب عكس ما قاله حسن نصرالله في ملف الأجور، يوم كان شربل نحاس مدافعاً أولاً. ه
تيّار المستقبل لا يرى المعركة معركته. لا يخوضها دفاعاً عن الاساتذة والموظفين. عقله، أي فؤاد السنيورة، يرفض هذه المطالب في الأصل. لا يُمكن له أن يتخيّل أن هناك موظفين وأساتذة ينالون حقوقاً. أيُعقل؟! ه
المدارس الكاثوليكيّة، وبكركي لم تكن بعيدة عن هذا الجو، بقيادتها معركة المدارس الخاصة بوجه نقابة المعلمين في المدارس الخاصة في محاولة لضرب الجسم النقابي. ه
مهلاً. أين حركة أمل؟ يوم الخميس كان من المفترض أن يخوض سائقو السيارات العموميّة إضراباً. تراجع بسام طليس وعبد الأمير نجدة (ممثل حركة أمل في الحزب الشيوعي كما يقول عدد من الشيوعيين على سبيل السخرية). خذلوا السائقين الذين آمنوا بصوابية قضيتهم. ه
لم يقف الأمر عند هذا الحد. اليوم تتولّى حركة أمل توجيه ضربةً قاسية للأساتذة والموظفين. تُحاول الحركة، التي كان لها فضلٌ علينا في ضرب الاتحاد العمّالي العام في تسعينات القرن الماضي بالشراكة مع الحزب القومي السوري الاجتماعي، بإشراف المندوب السامي غازي كنعان وتمويل المغدور رفيق الحريري، باستكمال مهمّة ضرب النقابات. هذه خدمة هامّة تُقدّم للمحرومين. ه
مساء اليوم، بدأ مسؤولو حركة أمل بالدعوة لعدم المشاركة في تظاهرة الغد المتجهة للقصر الجمهوري. كما يدعو هؤلاء الطلاب في بعض القرى الجنوبية إلى الالتحاق بالمدارس الابتدائيّة، معتمدين على بعض الأساتذة المتخاذلين وبعض المتعاقدين. هذه الدعوات تجري في قرى مثل: المجادل، سلعا، عين بعال وغيرها. وهي خطوة تمهّد لكسر الإضراب شيئاً فشيئ. ه
تستخدم حركة أمل بعض أساتذة الابتدائي حصان طروادة لضرب الحركة النقابية، ويدفع هؤلاء الأساتذة فاتورة من أدخلهم إلى وزارة التربية من غير وجه حق، ومن يحميهم من سوء أدائهم التعليمي. كان محقاً نجيب ميقاتي يوم قال بضرورة محاربة الفساد في القطاع العام، هل يجرؤ على أزلام نبيه بري. ه
Reblogged this on evachoufi's Blog.