الشارع لنا

اذكروا هذا التاريخ جيداً. السابع والعشرين ن شهر شباط، عندما أعاد الأساتذة وموظفي القطاع العام البوصلة إلى مسارها الصحيح. ليس  الأمر مجرد حنين لماضي جميل، بل يتعداه إلى صورة مشرقة في الأيام السوداء التي نعيشها. في عز الخطاب المذهبي، حيث بات المشروع الأرثوذكسي، عنواناً لفريق سياسي بكامله، خرج هؤلاء ليقولوا بصوت واحد: نحن الطبقة الوسطى في هذا البلد، ونريد إعادة الاعتبار لهذه الطبقة. نحن أبناء الريف المدينة، من مختلف بقاع هذا البلد الصغير، وجدنال قاسماً مشتركاً في ما بيننا. قاسم، يجعل من هذه الطبقة السياسيّة، بمختلف قواها خصماً واضح المعالم. خرجت هذه الطبقة لتصرخ في وجه نجيب ميقاتي، كونه ناطقاً وممثلا لهذه الطبقة السياسيّة. ولم ينسَ المتظاهرون أن نجيب ميقاتي يُمثل طبقة التجار وأصحاب المصارف. فكان الشعار صائباً ومباشراً يخرج من أفواه أساتذة التعليم المهني: يا بيروت بدنا التار، من ميقاني ومن القصار (والمقصود هو عدنان القصار كرمز من رموز أصحاب المصارف).

في لحظة اقترابنا من تقسيم البلد على أساس المذاهب والملل، خرج أساتذتنا، ليعيدوا رسم الانقسام؛ إنه بين طبقات هذا البلد. بين مستغلٍ ومُستغلّ. كانت أحاديثهم واضحة: لم تعد السلسة هاجسنا الوحيد. إنه البلد، من يُديره ومن يستفيد من خيراته. ليس النقاش حول العدد، بل هو مع هذه القوى التي ظنت أنها تملك الجمهور. هكذا، كانت الرسالة واضحة إلى المؤسسات الدينية التي أصرت على فتح مدارسها. كانت الرسالة واضحة، لمن قرر دعم خيار نجيب ميقاتي، من حزب الله إلى تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وغيرها. كان المشهد رائعاً. أعاد لبنان إلى زمن الربيع العربي. وأعادنا، نحن المهزومين، إلى الشارع.ImageImage

اليوم الأساتذة والموظفين، وغداً سائقو السيارات العمومية وبعدهم موظفي المصارف. إنه زمن سيعود جميلاً يوماً. هكذا سيبقى الحلم طريقنا الوحيد للاستمرار في الحياة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: